Friday, June 23, 2017

ما هو البِر ؟ .... د. سُمية عيد الزعبوط

ما هو البِر ؟
د. سُمية عيد الزعبوط

أرسلت لي إحدى الأخوات الفاضلات رسالة على الواتس عنوانها : " لا تجادل أمك حتى لو كنت على حق" ، والرسالة تحمل في طياتها معنى البر، إذ تقول : إن البر ليس مجرد قبلة تطبعها على رأس أمك، أو على رأس أبيك، أو على أيديهما، أو حتى على قدميهما، فتظن أنك بلغت غاية رضاهما، وليس البر أن تجعل لها كلمات في صورة واتس أو فيسبوك ، وليس أن تستمع إلى أُنشودة عن الأم فتدمع عيناك ، ليس هذا هو البر المقصود.
أولاً: البر هو أن تستشف ما في قلب والديْك ، ثم تنفذه دون أن تنتظر منهما أمراً.
ثانياً: البر هو أن تعلم ما يسعدهما، فتسارع إلى فعله ، وتدرك ما يُؤلمهما، فتجتهد أن لا يرونه منك أبداً.
ثالثاً: البر هو أنه قد يكون في أمر ما، تشعر ووالدتك تحدثك أنها تشتهي شيئاً، فتحضره لها للتو، ولو كان كوباً من الشاي.
رابعاً: البر هو أن تحرص على راحة والديْك ، ولو كان على حساب سعادتك، فإذا كان سهرك في الخارج يُؤرقهما، فنومك مبكراً من البر بهما، حتى لو فرطت في سهرة شبابية يُمكن أن تشرح صدرك.
خامساً: البر هو أن تفيض على أمك من مالك، ولو كانت تمتلك الملايين، دون أن تفكر، كم عندها من المال، وكم صرفت ، وهل هي بحاجة أم لا؟ ، فكل ما أنت فيه ما جاء لك إلاّ بسهرها، وتعبها، وقلقها ، وجهد الليالي التي أمضتها في رعايتك.
سادساً: البر هو أن تبحث عن راحة أمك ، فلا تسمح لها ببذل جهد لأجلك، إذ يكفي ما بذلته منذ ولاتك، إلى أن بلغت هذا المبلغ من العمر.
سابعاً : البر هو استجلاب ضحكتها ورضاها، ولو غدوت في نظر نفسك مهرجاً.
من هنا فإن طرق البر التي تُؤدي إلى الجنة كثيرة، فلا تحصرها في قبلة يليها كثيرٌ من التقصير، فبر أمك ليس مناوبة وظيفية بينك وبين إخوتك، بل هو مزاحمات على أبواب الجنة إن كانت من الأحياء أم من الأموات.
ويُمكنني القول إن هذا نداء لكل إنسان سواء أكان ذكراً أم أُنثى يحمل على ظهره  أوزاراً يشوبها العقوق بوالديْه ، أن يجلس جلسة تفكير لا تطول، ويعيد حساباته ؛ لينطلق إلى برهما، ويُمسك بالمفتاح الحقيقي لباب الجنة.....
هيّا يا إخوتي ويا أخواتي ، هيّا يا أبنائي ويا بناتي إلى الجنة قبل فوات الأوان... هيّا


No comments:

Post a Comment