كلمات في القمة حول أسباب النزول في آيتيْن من سورتيْ: آل عمران والنساء (12) .... د. سُمية عيد الزعبوط

كلمات في القمة حول أسباب النزول في آيتيْن من سورتيْ: آل عمران والنساء (12)

د. سُمية عيد الزعبوط

عن جابر بن عبد الله وأنس وابن عباس وقتادة  قالوا: إن الآية : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } الآية رقم 199 من سورة آل عمران، نزلت في النجاشي، وذلك لما مات نعاه جبريل عليه السلام لرسول الله صل الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم، لأصحابه : " اخرجوا فصلوا على أخٍ لكم مات بغير أرضكم"، فقالوا : ومن هو؟ فقال : " النجاشي"، فخرج رسول الله صل الله عليه وسلم إلى البقيع، وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة، فأبصر سرير النجاشي، وصلى عليه وكبر أربع تكبيرات ، واستغفر له، وقال لأصحابه: " استغفروا له"، فقال المنافقون :انظروا إلى هذا، يُصلي على علج حبشي نصراني لم يره قط، وليس على دينه، فأنزل الله تعالى : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ....  } الآية.

أما قوله تعالى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ } الآية رقم 34 من سورة النساء، فقد نزلت في سعد بن الربيع، وكان من النقباء، وامرأته حبيبة بنت زيد بن أبي هريرة، وهما من الأنصار، وذلك أنها نشزت عليه فلطمها، فانطلق أبوها معها إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال: أفرشته كريمتي فلطمها، فقال النبي صل الله عليه وسلم : " لتقتص من زوجها "  ،  وانصرفت مع أبيها لتقتص من زوجها، فقال النبي صل الله عليه وسلم: " ارجعوا هذا جبريل عليه السلام أتاني"، فأنزل الله تعالى { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ....  } الآية، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: " أردنا أمراً وأراد الله أمراً، والذي أراد الله خير"، ورفع القصاص.