Monday, June 26, 2017

كلمات في القمة في حسن معاملة اليتيم والفقير والمسكين (21) ... د. سُمية عيد الزعبوط

كلمات في القمة في حسن معاملة اليتيم والفقير والمسكين (21)
د. سُمية عيد الزعبوط

إن أول من اعتنق الإسلام وصدق برسالة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم هم الضعفاء والفقراء، فينبغي الإحسان إليهم والتواضع لهم ، والرفق بهم ؛ إذ لا فضل لأحد على أحد إلاّ بالتقوى والعمل الصالح، من هنا قال تعالى : { ..... وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } الآية رقم 1 من سورة الحجر، وقال تعالى : { ... فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ....} الآيتان رقم 9، 10 من سورة الضحى. وفي ذلك قال تعالى: { أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ، فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ، وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ }الآيات 1، 2، 3 من سورة الماعون.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ، قال: كنا مع النبي صل الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صل الله عليه وسلم : أطرد هؤلاء لا يجترئون علينا، وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان آخران،  فوقع في نفس النبي صل الله عليه وسلم ما شاء أن يقع، فحدّث نفسه، ، فأنزل الله تعالى: { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ .... } الآية رقم 52 من سورة الأنعام ، ( الحديث رواه مسلم).
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينما.
واليتيم هو الصغير الذي مات أبوه، فاليتيم في الإنسان يكون من جهة الأب، واليتيم في البهائم يكون من جهة الأم، والسبابة هو الإصبع الذي يلي الإبهام ، وفرج رسول الله صل الله عليه وسلم ، إنما تُشير إلى أن بين درجة النبي صل الله عليه وسلم في الجنة وبين كافل اليتيم هو مقدار التفاوت بين السبابة والوسطى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " ليس المسكين الذي تردّه التمرة والتمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعَفَّف ( متفق عليه).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صل الله عليه وسلم: " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يُفطر(متفق عليه).
وفي رواية في الصحيحيْن عن أبي هريرة من قوله: " بئس الطعام طعام الوليمة، يُدعى إليها الأغنياء ويُترك الفقراء"، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني مسكينة تحمل ابنتيْن، فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرتُ الذي صنعت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال: " إن الله قد أوجب لها بها الجنة، أو أعتقها من النار"  (رواه مسلم).
وعن أبي الدرداء عُويْمر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: " ابغوني في الضعفاء، فإنما تُنصرون وتُرزقون بضعفائكم" (إسناد جيد ، رواه أبو داوود).
والله أعلم

كل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركة.

No comments:

Post a Comment