Thursday, June 22, 2017

كلمات في القمة في المعوذتيْن (20)... د. سُمية عيد الزعبوط

كلمات في القمة في المعوذتيْن (20)
د. سُمية عيد الزعبوط

يروي المفسرون أنه كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صل الله عليه وسلم، فأتت إليه اليهود، ولم يزالوا به حتى أخذ الغلام مشاطة رسول الله صل الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه، فأعطاها اليهود، فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن أعصم اليهودي، ثم دسّها في بئر لبني زريق يُقال لها ذروان، فمرض رسول الله صل الله عليه وسلم، وانتثر شعر رأسه، وكان يرى أنه يأتي نساءه ولا يأتيهن، وجعل يدور ولا يدري ما الذي اعتراته، فبينما هو نائم ذات يوم أتاه رجلان، فقال الذي عند رأسه : ما بال الرجل؟ قال الآخر: طب، قال وما طب؟ ، قال : سحر، قال: ومن سحره؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي، قال: وبم طبه؟ قال: بمشطٍ ومشاطه، قال : وأين هو؟ قال: في جوف طاعة تحت راعوفة في بئر  ذروان، والجف هي قشر الطلع، والراعوفة: هي حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح.
فانتبه رسول الله صل الله عليه وسيلم فقال: " يا عائشة ، ما شعرت أن الله أخبرني بدائي"،  ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر، فنزحوا ماء تلك البئر، فكأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف، فإذا هو مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا وتر معقد فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر، فأنزل الله تعالى سورتيْ الفلق، والناس (المعوذتْن) { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ، وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }.
 { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلَهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ }.
فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله صل الله عليه وسلم خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة، فقام كأنما نشط من عقال، وجعل جبريل عليه السلام يقول : بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، ومن حاسدٍ وعين الله يشفيك، فقالوا : يا رسول الله، أولا نأخذ الخبيث فنقتله؟ قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن أُثير على الناس شراً".
وفي ذلك أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد الحيري: أخبرنا أحمد بن علي الموصلي: أخبرنا مجاهد أبو أسامة، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سحر النبي صل الله عليه وسلم حتى أنه ليتخيل إليه فعل الشيء وما فعل، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعا، ثم قال: " أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه"، قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أتاني ملكان .... " وذكر القصة بطولها... 
رواه البخاري عن عبيد بن اسماعيل عن أبي أسامة

                                   والله أعلم 

No comments:

Post a Comment