Thursday, June 15, 2017

كلمات في القمة حول التراويح والاعتكاف وليلة القدر ... د. سُمية عيد الزعبوط

كلمات في القمة حول التراويح والاعتكاف وليلة القدر
د. سُمية عيد الزعبوط

عن كتاب الفتاوى لمحمد متولي الشعراوي، بتصرف
إن صلاة التراويح سنة مؤكدة للرجال والنساء على السواء في جميع ليالي رمضان، وتسن فيها الجماعة، ويجوز أن تُصلى في البيت،؛ إلاّ أن صلاتها في المسجد أفضل، بحيث يكون وقتها من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر، أما عدد ركعاتها فهو ثمان ركعات، أو عشرون ركعة بقراءة خفيفة، بخلاف ركعتي الشفع، وركعة الوتر.
أما الاعتكاف، فهو الإقامة الكاملة في المسجد، إذ يعنى ذلك لا خروج من المسجد مدة معينة على نية التقرب إلى الله سبحانه ويُعد الاعتكاف سنة حين يتطوع به المسلم من تلقاء نفسه، وتتأكد سنته في العشر الأواخر من رمضان، وفي حال نذر المسلم ذلك،  كان واجباً عليه أن يُؤديه، وليس للاعتكاف وقت محدد، فمتى مكث الإنسان في المسجد مدة بنية الاعتكاف أصبح معتكفاً، فإذا خرج من المسجد لأمرٍ ما، عليه أن يُجدد النية.
وبالنسبة لليلة القدر ، فقد قيل إن أحداً من خلق الله لم ير ليلة القدر إلاّ رسول الله صل الله عليه وسلم، وتلك من الخصوصيات التي خص الله بها رسوله، وبعد ذلك رآها بعض الناس، والذين رأوها أخبروا رسول الله صل الله عليه وسلم أنهم رأوها رؤيا مناميّة.
وقد ثبت عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه خرج على أصحابه وهو في المسجد، فوجد قوماً يتشاحنون، فقال: " كنت جئتكم لأخبركم بليلة القدر، ألا وإنه تلاحى فلان وفلان – وأشار إليهما رسول الله صل الله عليه وسلم ، بمعنى عيّنهما – فقد رُفعت ليلة القدر، التمسوها في العشر الأواخر" ،  ويُمكن القول هنا أن الذي رُفع هو تحديد ليلة القدر في ليلة خاصة.
أما الأحاديث التي تقول: التمسوها في السابع والعشرين، فلا بد أن كل حديث منها وارداً في سنة، فهو في تلك السنة قال: التمسوها في ليلة كذا، وفي سنة أخرى قال: التمسوها في ليلة كذا ، ومن هنا فإن التماسها هو لتعدد السنوات ، وليس لتعدد الروايات في سنة واحدة.

لقد جاء صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، وأخبر جمعٌ منهم أنهم رأوها في السبع الأواخر، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : " أرى رُؤياكم وقد توافقت ... التمسوها في السبع الأواخر"  ، بمعنى التمسوها في ذلك العام وليس كل عام، وقد قيل إنها أي ليلة القدر تنتقل في كل عام. والله أعلم

No comments:

Post a Comment