Wednesday, June 7, 2017

القول في آيات من الأعراف (6) ...... د. سُمية عيد الزعبوط

القول في آيات من الأعراف (6)
د. سُمية عيد الزعبوط

قال تعالى{ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ..... } الآية رقم 31 من سورة الأعراف
قال سعيد بن محمد العدل، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا الحسن بن سُفيان عن الحسن بن حماد الوراق عن أبي يحيى الحماني، عن نصر بن الحسن، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة، حتى إذا كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة، فتعلق على سفلاها سيوراً ( خرقة) وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله  .................      وما بدا منه فلا أحله
فأنزل الله تعالى على نبيه محمد صل الله عليه وسلم { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ..... } (الآية رقم 31 من سورة الأعراف)، فبذلك أُمروا بلبس الثياب.
وقال الكلبي: كان أهل الجاهلية لا يأكلون الطعام إلاّ قوتاً، ولا يأكلون دسماً في أيام في أيام حجهم، ليعظموا بذلك حجهم، فقال المسلمون: يا رسول الله، نحن أحق بذلك، فأنزل الله تعالى الجزء الثاني من الآية رقم (31) {.... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } الآية رقم (31) من سورة الأعراف.
وقوله تعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} الآية رقم 175 من سورة الأعراف
قال ابن مسعود: نزلت في بلعم بن باعورا، وهو رجل من بني إسرائيل، وقال ابن عباس وغيره من المفسرين: هو بلعم بن باعورا، وقال الوالبي: هو رجل من مدينة الجبارين، يُقال له بلعم، وكان يعلم اسم الله الأعظم، فلما نزل بهم موسى عليه السلام أتاه بنو عمه وقومه، فقالوا: إن موسى رجل شديد ومعه جنود كثيرة، وإنه إن يظهر علينا يُهلكنا، فادعُ الله أن يرد عنّا موسى ومن معه، قال بلعم: إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي، فلم يزالوا به حتى دعا على موسى وقومه، فسلخه الله مما كان عليه، فذلك قوله تعالى {... فَانْسَلَخَ مِنْهَا...}.

والله أعلم

No comments:

Post a Comment