Thursday, June 8, 2017

كلام في القمة من سورتيْ الأحزاب وآل عمران (7) ..... د. سُمية عيد الزعبوط

كلام في القمة من سورتيْ الأحزاب وآل عمران (7)
د. سُمية عيد الزعبوط
حدّث الأستاذ أبو الحسن الثعالبي، قال: أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان، ال: أخبرنا محمد بن جعفر المطيري، عن حماد بن الحسن ، عن محمد بن خالد العتمة ، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، قال: خطب رسول الله صل الله عليه وسلم على الخندق يوم الأحزاب، ثم طع لكل عشرة أربعين ذراعاً، قال عمرو بن عوف: كنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعاً ، فحفرنا حتى إذا كنا تحت ذو ناب، أخرج الله من بطن الخندق صخرة مروة، كسرت حديدنا وشقت علينا، فقلنا: يا سلمان، ارق إلى رسول الله صل الله عليه وسلم ، فأخبره خبر هذه الصخرة، فإما أن نعدل عنها، وإما أن يأمرنا فيها بأمره، فإنا لا نحب أن نجاوز خطه.
فرقى سلمان إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وهو ضارب عليه قبة تركية، فقال: يا رسول الله، خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق فكسرت حديدنا وشقت علينا، حتى ما يحيك فيها قليل ولا كثير، فمرنا فيها بأمر، فإنا لا نحب أن نتجاوز خطك.
فهبط رسول الله صل الله عليه وسلم  مع سلمان الخندق، والتسعة على شفة الخندق، فأخذ رسول الله صل الله عليه وسلم المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة فصدعها، وبرق منها برق أضاء المدينة، حتى كان مصباحاً في جوف بيت مظلم، وكبر رسول الله صل الله عليه وسلم تكبير فتح، فكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله صل الله عليه وسلم فكسرها، وبرق منها برق أضاء المدينة، حتى كان مصباحاً في جوف مظلم، وكبر رسول الله صل الله عليه وسلم تكبير فتح وكبر المسلمون، وأخذ يد سلمان ورقى ، فقال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد رأيتُ شيئاً ما رأيت مثله قط؟ فالتفت رسول الله صل الله عليه وسلم فقال: أريتم ما يقول سلمان؟ قالوا : نعم يا رسول الله.
قال: ضربت ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم، أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى، كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها، ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم، أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم، كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها، ثم ضربت ضربتي الثالثة ، فبرق الذي رأيتم، أضاءت لي منها قصور صنعاء، كأنها أنياب الكلاب، فأخبرني جبريل عليه السلام أن أمتي ظاهرة عليها، أبشروا، فاستبشر المسلمون وقالوا:الحمد لله وعد صدق، وعدنا النصر بعد الحفر.
فقال المنافقون: ألا تعجبون؟ يُمنيكم ويعدكم الباطل ويُخبركم أنه يٌبصر من يثرب قصور الحيرة ، ومدائن كسرى، وأنها تُفتح لكم، وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق، ولا تستطيعون أن تبرزوا.
قال: فنزل القرآن { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }الآية رقم 12 من سورة الأحزاب
وأنزل الله في هذه القصة قوله تعالى :{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } الآية رقم 26 من سورة آل عمران

                                     والله أعلم

No comments:

Post a Comment