Tuesday, June 13, 2017

كلمات في القمة حول أسباب النزول في آيات من سورة آل عمران .... د. سُمية عيد الزعبوط

كلمات في القمة حول أسباب النزول في آيات من سورة آل عمران
د. سُمية عيد الزعبوط

قال الحسن والسدي: تواطأ اثنا عشر حبراً من يهود خيبر ، وقال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد، واكفروا به في آخر النهار، وقولوا إنا نظرنا في كتبنا ، وشاورنا علماءنا، فوجدنا محمداً ليس بذلك، وظهر لنا كذبه وبطلان دينه، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم ، وقالوا: إنهم أهل كتاب وهم أعلم به منا، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم فأنزل الله تعالى: { وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الآية رقم 72 من سورة آل عمران
وفي ذلك أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صل الله عليه وسلم، وأخبر بذلك المؤمنين.

وفي قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} الآية رقم 77 من سورة آل عمران
أخبرنا حاجب بن أحمد، عن محمد بن حماد، عن معاوية ، عن سفيان،  عن الأعمش، عن عبد الله قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: " من حلف  على يمين وهو فيه فاجر ، ليقطع بها مال امرىء مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان"، فقال الأعمش فيَّ والله، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني، فقدمته إلى النبي صل الله عليه وسلم، فقال: " لك بينة ؟ "، قلت : لا، فقال لليهودي: " أتحلف؟ " قلت إذن يحلف، فيذهب بمالي، فأنزل الله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ........ } الآية
رواه البخاري عن عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش.
وقوله تعالى:  {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } الآية رقم 79 من سورة آل عمران
قال الضحاك ومقاتل: نزلت في نصارى نجران حين عبدوا عيسى وقوله{.... لِبَشَرٍ.....}    يعني عيسى عليه السلام، وقوله: {.... أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ .....}   يعني الإنجيل.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية الكلبي وعطاء: إن أبا رافع اليهودي والرئيس من نصارى نجران، قالا: يا محمد، أتريدُ أن نعبدك ونتخذك ربّاً؟ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: " معاذ الله أن يُعبدُ غير الله، أو نأمر بعبادة غير الله، ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني"، فأنزل الله تعالى : {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } الآية رقم 79 من سورة آل عمران.

No comments:

Post a Comment