إطلالة على شهر رمضان … (5) رمضان أم شهر رمضان... إعداد د. سُمية عيد الزعبوط

إطلالة على شهر رمضان … (5) رمضان أم شهر رمضان

إعداد د. سُمية عيد الزعبوط

جمعية الأصول لرعاية اليتيم

حدث قُتيْبة ، حدث إسماعيل بن جعفر عن أبي سُهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم ، قال: " إذا جاء رمضان فُتحت أبوابُ الجنّة"

وفي حديث آخر حدّث فيه يحيى بن بكير قال: حدث الليثُ عن عقيل عن بن شهاب قال: أخبرني بن أبي أنس أن أباه حدثه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " إذا دخل شهرُ رمضان فُتحت أبوب السماء، وغُلقت أبواب جهنم، وصُفدت الشياطين ".

كذلك حدث يحيى بن بكير قال: حدثني الليث بن عقيل عن بن شهاب قال أخبرني سالمٌ أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم  يقول: " إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فافطروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له" .

  ويُلاحظ أن ذكر شهر الصيام قد جاء بالإضافة وبغير الإضافة ، وهناك أحاديث أتت بزيادة الضمير، وقد أشار البخاري إلى حديث ضعيف رواه أبو معشر نجيح المدني عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً: " لا تقولوا رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله، ولكن قولوا شهر رمضان،  إلاّ أن الحدث قد ضُعّف ، وفي ذلك ترجم النسائي في باب الرخصة في أن يُقال لشهر رمضان ... رمضان، ثم أورد حديث أبي بكر مرفوعاً: " لا يقولن أحدكم صمتُ رمضان ولا قمته"، وحديث ابن عباس: " عمرة في رمضان تعدل حجة"، وقد يتمسك للتقيد بالشهر بورود القرآن به إذ قال تعالى " شهر رمضان" ، مع احتمال أن يكون حذف لفظ شهر من تصرف الرواة، وكأن هذا هو السر في عدم جزم المصنف بالحكم.

وقد نقل عن أصحاب مالك الكراهية، وعن ابن الباقلاني وعن كثير من الشافعية بأن هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا يُكره، أما الجمهور فقد أجازوا ذلك.

والله أعلم بمراده

        أنظر فتح الباري شرح صحيح البخاري، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، المجلد الرابع ، (ب.ت) دار الفكر للطباعة والنشر التوزيع، ص 113.