Saturday, May 19, 2018

إطلالة على شهر رمضان … (2) فضل الصوم ... إعداد د. سُمية عيد الزعبوط


إطلالة على شهر رمضان … (2) فضل الصوم
إعداد د. سُمية عيد الزعبوط
جمعية الأصول لرعاية اليتيم
روى عبد الله بن مسلمة بن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: " الصيام جُنّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه، فليقل : إني صائم، إني صائم (مرتين)، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يتركُ طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصّيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها".
قيل إن هذا الحديث يشتمل على حديثيْن أفردهما مالك في الموطأ، فمن أوله إلى قوله الصيام جنة، فهو حديث، وما جاء بعد ذلك حديث آخر، وتم جمعهما في حديث واحد عن طريق القصبي، وعنه رواه البخاري ، إلاّ أنه وقع زيادة في آخر الحديث الثاني، ليس من القصبي وإنما من رواة الموطأ، وتقع الزيادة بعد قوله وأنا أجزي به.
 أما ما بعد ذلك مثل : (والحسنة بعشر أمثالها) فهو زيادة
وقال ابن العربي: إنما الصيام جنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات ، فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا،  كان ذلك ساتراً له من النار في الآخرة .
وفي زيادة عن أبي عبيدة بن الجراح إشارة إلى أن الغيبة تضر بالصيام، وعن عائشة قال الأوزاعي أن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم، وأفرط ابن حزم فقال يبطله كل معصية من متعمد لها سواء أكانت فعلاً أم قولاً، وذلك لعموم قوله: " فلا يرفث ولا يجهل.
وإن حمل الجمهور النهي على التحريم إلاّ أنهم خصوا الفطر بالأكل والشرب والجماع، وأشار ابن عبد البر إلى ترجيح الصيام على غيره من العبادات، فقال: حسبك يكون الصيام جنة من النار فضلاً، وروى النسائي بسندٍ صحيح عن أبي إمامة  قال: قلت يا رسول الله  مرني بأمرٍ آخذه عنك، قال : " عليك بالصوم فإنه لا مثل له"، وفي روايةٍ أخرى : " لا عدل له"، والمشهور عند الجمهور : ترجيح الصلاة.
وللنسائي عن حديث عائشة: " وأن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه" واتفقت الروايات كافة على أن يقول : إني صائم" فمنهم من ذكرها مرتين، ومنهم من اقتصر على واحدة.

أنظر فتح الباري شرح صحيح البخاري، للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، المجلد الرابع ، (ب.ت) دار الفكر للطباعة والنشر التوزيع، ص 104.

No comments:

Post a Comment