Monday, May 29, 2017

القول في فاتحة الكتاب ... د. سُمية عيد الزعبوط

القول في فاتحة الكتاب
د. سُمية عيد الزعبوط

اختلف العلماء في سورة الفاتحة أهي مكية أم مدنية؟
إلاّ إن الإجابة وجدت عند كثير منهم بأنها مكية، بل هي من أوائل ما نزل من القرآن الكريم وعن هذا حدثنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو عمرو الحيري قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث وعلي بن سهل بن المغيرة قالا: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة أن رسول الله صل الله عليه وسلم كان إذا برز سمع منادياً يناديه : يا محمد، فإذا سمع الصوت انطلق ، فقال له ورقة بن نوفل : إذا سمعت النداء ، فاثبت حتى تسمع ما يقول، قال فلما برز سمع النداء : يا محمد، فقال : " لبيك" قال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنَّ محمداً رسول الله، ثم قال: قل { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ......} حتى فرغ من فاتحة الكتاب.
وأخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المفسر عن الحسن بن جعفر المفسر عن أبو الحسن بن محمد بن المروزي عن عبد الله بن محمود السعدي عن يحيى القصري عن مروان بن معاوية عن الولاء بن المسيب عن الفضل بن عمر عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: نزلت فاتحة الكتاب  بمكة من كنز تحت العرش.
وعن مجاهد قال: أن فاتحة الكتاب مدنية، وفي ذلك قال الحسين بن الفضل: لكل عالم هفوة، وهذه بادرة من مجاهد، لأنه تفرد بهذا القول ، بينما العلماء على خلافه، والأمر الذي يقطع بأنها مكية قوله تعالى : { وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ }الآية 87 من سورة الحجر، وسورة الحجر مكية بلا خلاف، ولم يكن الله ليمتنَّ على رسوله بإتيانه فاتحة الكتاب وهو بمكة، ثم ينزلها في المدينة.

وهل يعقل أن رسول الله صل الله عليه وسلم يقيم في مكة بضع عشرة سنة وهو يصلي بلا فاتحة الكتاب، هذا ما لا يقبله عقل !.

No comments:

Post a Comment