Friday, June 1, 2018

إطلالة على شهر رمضان … (14) حديث الإفك (1 ... إعداد د. سُمية عيد الزعبوط


إطلالة على شهر رمضان … (14) 
حديث الإفك (1)
إعداد د. سُمية عيد الزعبوط
قد تتعرض الحياة الزوجية في أي زمان ومكان إلى المساس بالأمانة والوفاء والثقة والإخلاص ، وما شابه ذلك ، وقد جاءت الحادثة التي مست بيت رسول الله صلّ الله عليه وسلم في إحدى زوجاته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، لتكون عبرة لأمة الإسلام ولتكون درساً مهماً يستفيد منه الزوج في حسن المعاملة  وإدارة حياته الزوجية.
وفي حادثة الإفك قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج لسفر أقرع بين نسائه، فأيها خرج سهمها، فإنها تخرج مع رسول الله صل الله عليه وسلم.
 وقالت عائشة: خرج سهمي حين أقرع رسول الله صلّ الله عليه وسلم بيننا فخرجت معه لإحدى الغزوات، ثم قفلنا من الغزوة إلى أن دنونا من المدينة، فقمت حين أذنوا بالرحيل، فتمشيت حتى جاوزت الجيش وقضيت من شأني، وأقبلت إلى الرحل، فلمست صدري فإذا عقدي قد انقطع، فرجعت ألتمسه فتأخرت ، وفي نفس الوقت أقبل الرهط الذي يحملون الهودج ، فحملوا هودجي وهم يحسبون أنني في داخله.
     وتقول عائشة رضي الله عنها: حين وجدت عقدي  ، جئت منازل الجيش، وليس بها داعٍ ولا مجيب ، فتيممت إلى منزلي الذي كنت فيه ، لعل القوم يفتقدونني فيرجعون إلي، فغلبتني  عينيّ فنمت.
وتكمل عائشة رضي الله عنها قائلة: وكان صفوان بن المعطل السلمي قد تأخر عن الجيش ، فأدلج  فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فعرفني حين رآني واسترجع، فاستيقظت وخمرت وجهي بجلبابي ، ووالله ما كلمني كلمة، ولا سمعت منه كلمة في استرجاعه، حتى أناخ راحلته وركبتها وانطلق يقودها حتى أتينا الجيش  بعدما نزلوا في نحو الظهيرة.
وتكمل عائشة قائلة: فهلك من هلك في شأني، وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي سلول، واشتكيت حين قدمنا المدينة شهراً والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيئ من ذلك، والذي يُريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صل الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل  رسول الله صلّ الله عليه وسلم فيسلم ، ثم يقول: " كيف تيكم" ؟
للحادثة بقية......

No comments:

Post a Comment