كلمات في القمة حول أسباب النزول في آيات من سورة آل عمران
د. سُمية عيد الزعبوط
قال الحسن والسدي:
تواطأ اثنا عشر حبراً من يهود خيبر ، وقال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول
النهار باللسان دون الاعتقاد، واكفروا به في آخر النهار، وقولوا إنا نظرنا في
كتبنا ، وشاورنا علماءنا، فوجدنا محمداً ليس بذلك، وظهر لنا كذبه وبطلان دينه،
فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم ، وقالوا: إنهم أهل كتاب وهم أعلم به منا،
فيرجعون عن دينهم إلى دينكم فأنزل الله تعالى: {
وَقَالَتْ
طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ
آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الآية
رقم 72 من سورة آل عمران
وفي
ذلك أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صل الله عليه وسلم، وأخبر بذلك المؤمنين.
وفي قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا
خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ
إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} الآية
رقم 77 من سورة آل عمران
أخبرنا حاجب بن أحمد،
عن محمد بن حماد، عن معاوية ، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله قال: قال رسول الله صل
الله عليه وسلم: " من حلف على يمين
وهو فيه فاجر ، ليقطع بها مال امرىء مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان"، فقال
الأعمش فيَّ والله، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني، فقدمته إلى النبي صل
الله عليه وسلم، فقال: " لك بينة ؟ "، قلت : لا، فقال لليهودي: "
أتحلف؟ " قلت إذن يحلف، فيذهب بمالي، فأنزل الله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ
يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ........ } الآية
رواه
البخاري عن عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش.
وقوله تعالى:
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ
يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ
لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا
رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ
تَدْرُسُونَ } الآية رقم 79 من سورة آل عمران
قال الضحاك ومقاتل: نزلت في نصارى نجران حين
عبدوا عيسى وقوله{.... لِبَشَرٍ.....} يعني عيسى عليه السلام، وقوله: {.... أَنْ يُؤْتِيَهُ
اللَّهُ الْكِتَابَ .....} يعني الإنجيل.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية الكلبي
وعطاء: إن أبا رافع اليهودي والرئيس من نصارى نجران، قالا: يا محمد، أتريدُ أن
نعبدك ونتخذك ربّاً؟ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: " معاذ الله أن
يُعبدُ غير الله، أو نأمر بعبادة غير الله، ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني"،
فأنزل الله تعالى : {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ
الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا
لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ
تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ } الآية رقم 79 من سورة
آل عمران.
No comments:
Post a Comment