القول في آيات من الأعراف (6)
د. سُمية عيد الزعبوط
قال تعالى{ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا
زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ..... } الآية رقم 31 من سورة الأعراف
قال سعيد بن محمد
العدل، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا الحسن بن سُفيان عن الحسن بن حماد
الوراق عن أبي يحيى الحماني، عن نصر بن الحسن، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال: كان ناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة، حتى إذا كانت المرأة لتطوف
بالبيت وهي عريانة، فتعلق على سفلاها سيوراً ( خرقة) وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله
................. وما بدا منه فلا أحله
فأنزل الله تعالى على
نبيه محمد صل الله عليه وسلم { يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا
زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ..... } (الآية رقم 31 من سورة الأعراف)،
فبذلك أُمروا بلبس الثياب.
وقال الكلبي: كان أهل
الجاهلية لا يأكلون الطعام إلاّ قوتاً، ولا يأكلون دسماً في أيام في أيام حجهم،
ليعظموا بذلك حجهم، فقال المسلمون: يا رسول الله، نحن أحق بذلك، فأنزل الله تعالى
الجزء الثاني من الآية رقم (31) {.... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } الآية رقم
(31) من سورة الأعراف.
وقوله تعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ
نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ
الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ} الآية رقم
175 من سورة الأعراف
قال ابن مسعود: نزلت في بلعم بن باعورا، وهو رجل
من بني إسرائيل، وقال ابن عباس وغيره من المفسرين: هو بلعم بن باعورا، وقال
الوالبي: هو رجل من مدينة الجبارين، يُقال له بلعم، وكان يعلم اسم الله الأعظم،
فلما نزل بهم موسى عليه السلام أتاه بنو عمه وقومه، فقالوا: إن موسى رجل شديد ومعه
جنود كثيرة، وإنه إن يظهر علينا يُهلكنا، فادعُ الله أن يرد عنّا موسى ومن معه،
قال بلعم: إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي، فلم يزالوا به
حتى دعا على موسى وقومه، فسلخه الله مما كان عليه، فذلك قوله تعالى {... فَانْسَلَخَ مِنْهَا...}.
والله
أعلم
No comments:
Post a Comment