قولٌ في آية
د. سُمية عيد الزعبوط
5
عن سعيد بن محمد بن
أحمد الزاهد قال: أخبرنا الحسن بن أحمد الشيباني عن المؤمل بن الحسن عن عدد من الرواة
... عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقبلت اليهود إلى النبي محمد
صل الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم، نسألك عن أشياء، فإن أجبتنا فيها
اتبعناك، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة؟ فإنه ليس نبي إلاّ يأتيه ملك من عند
ربه عز وجل بالرسالة والوحي، فمن صاحبك ؟ قال: جبريل، قالوا ذاك الذي ينزل بالحرب
وبالقتال، ذاك عدونا،لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالمطر والرحمة .. اتبعناك. فأنزل
الله تعالى : { قُلْ مَنْ كَانَ
عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ
اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم.
وأخبرنا في ذلك أبو بكر الأصفهاني قال: أخبرنا
أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي عن سهل بن عثمان عن عدد من الرواة
.... عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
كنت آتي اليهود عند دراستهم التوراة، فأعجب من موافقة القرآن التوراة وموافقة
التوراة القرآن، فقالوا يا عمر ، ما أحد أحب إلينا منك، قلت : ولم؟ قالوا: لأنك
تأتينا وتغشانا، قلت: إنما أجيء لأعجب من تصديق كتاب الله بعضه بعضاً، وموافقة
التوراة القرآن وموافقة القرآن التوراة.
فبينما أنا عندهم ذات يوم إذ مر رسول الله صل
الله عليه وسلم خلف ظهري، فقالوا : إن هذا صاحبك، فقم إليه، فالتفت إليه فإذا رسول
الله صل الله عليه وسلم قد دخل خوخة من المدينة، فأقبلت عليهم، فقلت أنشدكم بالله
وما أنزل عليكم من كتاب: أتعلمون أنه رسول الله؟ فقال سيدهم : قد نشدكم الله
فأخبروه، فقالوا: أنت سيدنا فأخبره، فقال
سيدهم: إنا نعلم أنه رسول الله، فقلت فأنت أهلكهم إن كنتم تعلمون أنه رسول الله صل
الله عليه وسلم ثم لم تتبعوه، قالوا: إن
لنا عدواً من الملائكة وسلماً من الملائكة، فقلت من عدوكم ومن سلمكم؟ قالوا :
عدونا جبريل، وهو ملك الفظاظة والغلظة
والآصار والتشديد، قلت ومن سلمكم، قالوا ميكائيل، وهو ملك الرأفة واللين والتيسير،
قلت فإني أشهدكم ما يحل لجبريل أن يُعادي سلم ميكائيل، وما يحل لميكائيل أن يُسالم
عدو جبريل، وإنهما جميعاً ومن معهما أعداء لمن عادوا وسلم لمن سالموا، ثم قمت
فدخلت الخوخة التي دخلها رسول الله صل الله عليه وسلم فاستقبلني فقال: " يا ابن
الخطاب" ألا أقرئك آيات نزلت عليّ قبلُ، قلت بلى، فقرأ : { قُلْ مَنْ
كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ . مَنْ كَانَ
عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ
اللَّهَ عَدُوٌّ . وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا
يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ } (الآيات 97،
98، 99 من سورة البقرة). قلت: والذي بعثك بالحق ما جئت إلا أخبرك بقول اليهود، فإذا اللطيف الخبير قد
سبقني بالخبر.